أنا....وأبــــي .....أين هو...!!


يلعب....يلهو...يتدلـّع
دقيقة بدقيقة
مرت على قلبي كالسنين..آلام ،
وعلى نفسي كالهم ّ وتسمّر بصري ..
وبدت على نفسي كتجرع الغصص
واستعدت ذكريات الهم ّ....والحرمان
حين رأيته يداعب أباه ..ويردها له الآخر فيض حنان وعشق
أهذه العلاقة بين الأب وإبنه أم أنها قطع من الخيال تراءت أمام عيني كالبدر الذي يُرى ولا تمتد إليه يّدٌ

..
كان الطفل متراميا على حضنه وحبه بل كل حبه ..حين رأي أباه من خلف

فانقض عليه بفيض شوق ورقة مداعبة وحنان لقاء
فما إن رآه أبوه حتى رُد إلى قلبه النبض .........ولعقله الإتزان............. وأحس بالإكتمال وتمام النفس

فأخد يرد مداعبة إبنه له بالشيء ذاته وبأوسع منه...
حقاً هذه هي الحياة بعينها وهذا هو الحضن الذي طالما ومازال يُحرم منه الكثير من الفقراء أمثالنا ...
ممن أُسر أباهم أو قتل شهيدا أوحـُرم منه قبل مولده فصار من يومه يتيم يحوطه ويرعاه ذلٌ هو من الـيُـتــم ..
ولربما يكون ليس من هؤلاء قاطبة ولكن ممن عاشوا بإسم السعداء ولم يعرفوا لها مذاق ..وتبنتهم الكآبة فأدمنوا حضنها ..ولما لا وقد أوهمتهم بالعوض عما فقدوه من حنو أب ظنه الوجود أبا ...وماهو بأب ...
فكم من يتيم يرا الناس أباه موجودا..ولكن ليس هو بموجود..!!
عاش حياته لنفسه ولطمعه ولم يدفع منها شبرا لروح جائعة حب وعطف وإهتمام
فأين أنتم آباؤنا لتروا ثمرة ما توهمتم به من الرجولة ..كم هي حامضة ...كم من حرمان أرقنا ليلاً من كابوس الحقيقة بعدما هام في حلم عسول بأب يحنو ويعطي ويحرم نفسه وكل همه ولده...فاصطدم بألم الواقع المرير

.. .. بما نحكم عليكم آباءنا بعد ما أريتمونا ما في نفوسكم تجاهنا !!... ياآباؤنا ليتنا كنا يتامى ليتنا كنا يتامى ..
حتى أُضاف على الأذلاء ذليلاً ويكون لي من الحنو نصيباً... ورحم رجلاً قال :
"من لايرحم الناس ..لايرحمه الرحمن"..